الخميس، 23 أبريل 2015

الحد الكوني أم الأُلفة الكيميائية؟! زمن التطور وحُجيَّة الاحتمالات- د/ منى زيتون

الحد الكوني أم الأُلفة الكيميائية؟!

زمن التطور وحُجيّة الاحتمالات

د/منى زيتون

السبت 19 مارس 2017

https://www.sasapost.com/opinion/universal-probability-bound-chemical-affinity/

لماذا يدّعي التطوريون أن حُجية الاحتمالات على عدم إمكانية التطور ساقطة؟

نظرية الاحتمالات

نظرية الاحتمال Probability theory: هي النظرية التي تدرس احتمال الحوادث العشوائية، فبالنسبة للرياضيين تكون الاحتمالات الممكنة هي أعداد محصورة في المجال بين صفر و 1، تحدد احتمال حصول أو عدم حصول حدث معين عشوائي أي غير مؤكد.

 الحد الكوني (حد ديمبسكي)

لعل أحد أهم الإشكاليات التي تطرحها نظرية التطور هو أن التطور يحتاج لزمن كبير للغاية كي يظهر أثره، ولن أتحدث هنا عما يطعن به منتقدوها –ومنهم لا أدريين- بأن هذا يجعلها لا تختلف مطلقًا عن نظرية الخلق المسيحية أو نظيرتها الإسلامية -وهما نظريتان دينيتان تقومان على أساس ديني وليس علمي، وتستمدان معطياتهما من الكتاب المقدس والقرآن الكريم-، فلا يمكن بأي حال من الأحوال اختبار فرضيات التطوريين عن صحة شجرة التطور ولا ملاحظتها مع افتراض أنه أحدث أثره عبر فترات زمنية مهولة.

لكن المشكلة الأكبر بالنسبة للعلماء الرافضين للتطور كانت تتمثل في السقف المفتوح الذي يضعه التطوريون للزمن عند الحديث عن التطور، وكأن الزمن عامل لا متناهٍ! وكأن هذا الكون ليست له بداية! وخلال القرن العشرين تمت إعادة تقييم عمر الكون -والأرض تحديدًا- عددًا من المرات، وكانت كل من تلك التقييمات تضيف المزيد والمزيد إلى عمر الأرض حتى جعلوها عجوزًا شمطاء يُقاس عمرها بمليارات السنين، والعمر المعتمد للأرض حاليًا هو ما يكاد أن يكون قد أجمع عليه العلماء سنة 1953 بأن عمرها حوالي 4.5 مليار سنة، ولم يخل الأمر من انتقادات وتشكيك في دقة التقنية المستخدمة لتأريخ عمر الصخور المسماة بالتأريخ الراديومتري، ولكن مع كل تلك الإضافات بدا الزمن المتطلب لحدوث التطور أكبر بكثير من عمر الأرض!

ولعل من أهم المحاولات التي تصدت لأحلام التطوريين بالسقف المفتوح لافتراضاتهم كانت حساب الفيلسوف وبروفيسور الرياضيات الشهير، ويليام ديمبسكي، لما أسماه الحد الكوني Universal probability bound الذي يكون أي احتمال رياضي أقل منه هو احتمال صفري؛ قيمته الرياضية الفعلية= صفر، بينما أي احتمال أكبر منه يكون ممكنًا عن طريق الصدفة.

وضع ديمبسكي المعادلة التالية لحساب الحد الكوني للاحتمال:

الحد الكوني= عدد الجسيمات الأولية في الكون × أكبر عدد للحركات الممكنة لكل جسيم في الثانية الواحدة ومن ثم للعمليات الفيزيائية في الثانية الواحدة (معكوس زمن بلانك) × عمر الكون بالثواني منذ الانفجار العظيم

الحد الكوني= 1080  × 1045 × 1025= 10150

ومن ثم؛ فإن أقصى عدد يمكن تصور حدوثه لعمليات فيزيائية تمت على الجسيمات الأولية منذ لحظة نشوء الكون –وليس الأرض فقط- = 10150 وأقل احتمالية لحدوث حدث ما بشكل عشوائي خلال تاريخ الكون بأكمله هو واحد من 10150

 https://en.wikipedia.org/wiki/Universal_probability_bound

فأي حدث تكون قيمة احتماله أقل من هذه القيمة هي حوادث لا يمكن الادعاء بإمكانية حدوثها بشكل عشوائي. لذا يعرّف ديمبسكي المعلومات المعقدة المتخصصة بأنها أي شيء احتمال حدوثه في الطبيعة أقل من 1 من 10150

علمًا بأن عدد الجسيمات الذرية الذي اعتمده ديمبسكي في معادلته قد ذكره ستيفن هوكنج في كتاب "تاريخ موجز للزمن"، وأكبر عدد للحركات في الثانية الذي اعتمده ديمبسكي أكبر بكثير من كل الحسابات المقترحة، كما أن عمر الكون وفقًا لحسابات العلماء أقل من الرقم الذي استخدمه ديمبسكي، أي أن ديمبسكي قد تنزّل كثيرًا في الأرقام التي استخدمها، ومع ذلك فهذا الحد الكوني يعتبر سقفًا صغيرًا للغاية أمام التطوريين. وهناك تعديل من فيلسوف العلم ستيفن ماير لرقم احتمال ديمبسكي إلى 10140.

وبالتطبيق في المعادلة لا يمكن أن توجد احتمالية أكبر من حد ديمبسكي إلا لنوع مبسط منفرد؛ من ثم‏ تدخله في نطاق الممكن. بينما عند حساب احتمال وجود أي نوع معقد فسيتجاوز حد ديمبسكي، وتكون قيمته الاحتمالية الفعلية= صفر.

ووفقًا لديمبسكي فإن وجود أنواع معقدة من الكائنات في الكون، يثبت حساب الاحتمالات أنها كي تتكون عن طريق الصدفة يكون احتمال تكونها أقل من الحد الكوني (10151، 10152 فما أقل)، فإن وجود تلك الأنواع الحية لا يمكن عزوه إلا لمصمم ذكي.

وويليام ديمبسكي -لمن لا يعلم- هو أحد أعمدة نظرية التصميم الذكي، وهي نظرية علمية تعارض التطور، على عكس نظريتيّ الخلق المسيحية والإسلامية الدينيتين اللتين لا تعارضانها على أساس علمي.

 

فرضية خلق البروتين أولًا

في القرن التاسع عشر أجرى العالم الفرنسي الكبير لويس باستور –المعاصر لدارون- تجاربه الرائدة التي أثبت فيها أن البكتيريا النامية في سوائل المغذيات لا تعود إلى التولد الذاتي كما كان يُعتقد، وإنما هي كائنات حية انتقلت من البيئة المحيطة بقوارير السوائل، ولم تُخلق من المركبات العضوية في تلك السوائل. وكان هذا أكبر طعن في فرضية التولد الذاتي Spontaneous Generation التي كان يعتمد عليها القائلون بالتطور في عصر دارون، ولا زال المعاصرون يرددونها لأنه لا بديل لهم عنها!


ويقصد بفرضية التولد الذاتي نشأة الحياة من مواد غير حية ‏بسيطة تعقدت شيئًا فشيئًا حتى تكونت البوليمرات اللازمة للحياة، ويعتقد القائلون بها من التطوريين المعاصرين أنها حدثت على الأرض في الفترة قبل 3.8 إلى 4.3 مليار سنة، ويعتمد أغلبهم الفرضية القائلة بأنه كان يوجد حساء من الأحماض الأمينية المختلفة، وتولدت من الأحماض الأمينية (الحيوية العشرين المعروفة) جزيئات من البروتينات.‏

والأحماض الأمينية هي وحدات (مونمرات) لتكوين سلاسل البروتينات المختلفة (بوليمرات). ولكل الأحماض الأمينية البنية ذاتها؛ حيث تتكون من ذرة كربون مركزية، أو ألفا كربون (α)، مرتبطة بمجموعة أمينية (NH2)، ومجموعة كربوكسيل (COOH)، وذرة هيدروجين (H). وذرة أخرى أو مجموعة ذرات جانبية مرتبطة بالذرة المركزية تُسمى (R).

وتحتوي سلاسل البروتينات الوظيفية مئات أو آلاف الأحماض الأمينية اليسارية L، بحسب طول السلسلة، ووجود حمض أميني يميني واحد في السلسلة سيمنع طي البروتين بالشكل الصحيح ليكون وظيفيًا، كما ولا بد أن تترتب الأحماض الأمينية وترتبط بطريقة واحدة صحيحة تجعلها فعّالة، وتُعرف الرابطة الصحيحة بين كل حمضين أمينيين عندها بالرابطة الببتيدية. كذلك يلزم أن تترتب الأحماض الأمينية في تسلسل خطي كي يكون البروتين وظيفيًا.

ويحدد تسلسل وعدد الأحماض الأمينية المختلفة في سلاسل البروتينات شكل البروتين وحجمه ووظيفته.

وعلى ذلك يفترض أغلب التطوريين أن الحياة بدأت بتخليق أول جزئ بروتين قصير فعّال من حساء الأحماض ‏الأمينية المفترض وجوده، ثم تتابع تكون آلاف البروتينات الوظيفية، والتي يختلف طول ‏سلاسلها، ليبلغ في  أطول البروتينات المعروفة وهي التيتينات تقريبًا 27 ألف حمض أميني. واستمر ذلك التولد الذاتي حتى تكونت أول خلية حية ثم تكون أول نوع حي.

وقد واجهت هذا الافتراض اعتراضات كثيرة بسبب لا معقولية وجود هذا الحساء قبل الحيوي Prebiotic Soup، ومن أين أتت الأحماض الأمينية فيه –وسبق أن عرضنا لفرضية أوبارين في مقال "أصل الحياة"-، وكذلك تعقد تركيب سلاسل البروتين المختلفة ما يجعل احتمال تكونها صدفة ضربًا من المستحيل، إضافة إلى التشكيك في معقولية نظرية خلق البروتين قبل الحمض النووي؛ لأن الكتاب يُكتب قبل أن يُطبع وليس العكس! وإن كان التكامل بين البروتين والحمض النووي يجعل فرضية خلق أيهما قبل الآخر فرضية من الخيال العلمي.

كتب ويليام ستوكس  Stokes وهو أحد الجيولوجيين الأمريكيين البارزين في النصف الأول من القرن العشرين في كتابه "أساسيات تاريخ الأرض  Essentials of Earth History"، مؤكدًا أنه يكاد يكون من المستحيل تكوين بروتين واحد فقط من بين آلاف جزيئات البروتين المعقدة التي تشكل ‏الخلية، في ظل الظروف الطبيعية. ‏وقال تحديدًا: "لن يحدث خلال مليارات السنين على ‏مليارات الكواكب، كل منها مغطى بغطاء من المحاليل المائية المركزة من الأحماض الأمينية الضرورية".

”That it would not occur during billions of years on billions of planets, each covered by a blanket of concentrated watery solution of the necessary amino acids".

W. Stokes, Essentials of Earth History, 186 (4th ed. 1942), cited in W. R. Bird, The Origin of Species Revisited, Thomas Nelson Co., Nashville, 1991, p. 305‏.‏

وفي كتابه "التطور والإيمان Evolution and Faith" نقل توماس J. D. Thomas  عن بروفيسور الكيمياء والكيمياء الحيوية بيري ريفز Perry Reeves قوله: "عندما يفحص المرء العدد الهائل من الهياكل المحتملة التي يمكن أن تنتج عن مزيج عشوائي بسيط من ‏الأحماض الأمينية في بركة بدائية متبخرة، فإنه من المحير للعقل أن نعتقد أن الحياة يمكن أن تكون قد نشأت ‏بهذه الطريقة. ومن المعقول بدرجة أكبر أن تكون هناك حاجة إلى منشئ عظيم لديه خطة رئيسية لمثل هذه ‏المهمة".

”When one examines the vast number of possible structures that could result from a simple random combination of amino acids in an evaporating primordial pond, it is mind-boggling to believe that life could have originated in this way. It is more plausible that a Great Builder with a master plan would be required for such a task".

J. D. Thomas, Evolution and Faith, ACU Press, Abilene, TX, 1988, pp. 81-82.

حساب احتمالية تكون جزيء بروتين

كانت هناك محاولات عديدة لحساب احتمالية تكون جزيئات البروتينات بشكل عشوائي. ربما كان أقدمها حساب عالم الفيزياء السويسري الشهير تشارلز يوجين غاي   Charles Eugène Guye، عام 1925، في كتابه ‏"التطور الفيزيوكيميائي Physico-chemical Evolution"، والذي بعد تنزلات عديدة، وجد أن الحجم الذي نحتاج إليه ليمتلئ بالحساء الحيوي البدائي اللازم لحدوث التفاعل بالمصادفة لإنتاج جزئ بروتين واحد أكبر من ‏حجم كوننا بأكمله، وليس فقط حجم الأرض.

وقام الكيميائي المعروف روبرت شابيرو Robert Shapiro أستاذ الكيمياء في جامعة نيويورك والمتخصص في دراسة الحمض النووي في كتابه "الأصول: دليل المشككين لخلق الحياة على الأرض Origins: A Skeptic's Guide to the Creation of Life on Earth" بحساب احتمالية تكوين الألفي نوع من البروتينات الموجودة في خلية بكتيريا واحدة عن طريق الصدفة، وكانت نتيجة احتماله ‏1/10 ‏مرفوعة لأس 40000    (‏1 / 10 40000  )  يعني أن نضع أمام الرقم 1: أربعين ألف صفر!‏

علمًا بأن هذا الرقم يختص باحتمالية تخليق بروتينات خلية بكتيرية، بينما يوجد 200000 نوع مختلف من البروتينات في خلية بشرية واحدة!

وفي كتابه "التطور من الفضاء Evolution from Space" 1982/1984 (بالمشاركة مع تشاندرا فيكراماسنغ Chandra Wickramasinghe)، قام السير فريد هويل Fred Hoyle بحساب احتمال الحصول على السلسلة الضرورية من الإنزيمات حتى لأبسط خلية حية بالتولد الذاتي فكان الاحتمال 10 40000  .

“the information content of the higher forms of life is represented by the number 1040 •000 - representing the specificity with which some 2,000 genes, each of which might be chosen from 1020 nucleotide sequences of the appropriate length, might be defined.”

https://www.nature.com/articles/294105a0.pdf

ووفقًا لحساب دوغلاس أكس Douglas Axe المتخصص في البيولوجيا الجزيئية، والحاصل على درجة الدكتوراة في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وهو دكتور في جامعة كامبردج الشهيرة، فإن احتمالية وجود بروتين وظيفي بالصدفة= 1 /   10164.

قد تختلف الأرقام التي يخرج بها كل عالم بحسب ما يأخذ في اعتباره من متغيرات، فنظرًا لأن الأحماض الأمينية الموجودة في الطبيعة كثيرة، ويزيد عددها عن 70 حمضًا، لكن 20 حمضًا من بينها فقط يدخل في تركيب بروتينات أجسام أفراد الأنواع الحية، فقد يأخذ أحدهم 40 حمضًا في معادلته، وأحدهم قد يعتبر أن الحساء البدائي كان به على الأقل 50 حمضًا، ولأن لكل حمض شكلين أيسر L وأيمن D، فالخمسون حمضًا -باعتبار شكليه- سيكونون مائة احتمال في كل موضع في السلسلة، وهناك احتمالية ثابتة (1/2) لاتحاد الأحماض الأمينية بترابط الببتيد بشكل صحيح، ولا زال أمامنا طول السلسلة، وهل سيحسب احتمال ترتب 100 حمض أميني أم 500 حمض؟ وهكذا. كما أن أحدهم قد يأخذ في اعتباره الطفرات التي يختلف فيها تسلسل الأحماض الأمينية ويبقى البروتين وظيفيًا.

ولكن ما لا يمكن الاختلاف فيه أن  أقل أرقام الاحتمالات المحسوبة لا تقطع فقط باستحالة التطور الانتواعي الكبير macroevolution، بل في ضوئها يكون التطور الصغروي microevolution أيضًا غير ممكن، فلا قدرة لأي نوع على تكوين ولو جزئ بروتين واحد، وغاية ما يمكن أن يحدث أن يتغير التعبير الجيني عن الجين الموجود بالفعل في الجينوم الخاص بالنوع من التنشيط إلى التثبيط لإنتاج البروتين، أو العكس، أو زيادة/نقص التعبير، أو يحدث تغير محدود في تركيب الجين إما ضار وإما محايد.

كيف يرد التطوريون على نظرية الاحتمالات

من أكثر ما يتم انتقاد التطوريين بشأنه هو أن النظرية لا تعززها نظرية الاحتمالات، والاحتمال ضعيف –ويمكن ‏أن يكون صفريًا- لتكون بروتين واحد بالصدفة، وإليكم ما جادت به قريحة التطوريين وانتشر بينهم في العقد الأخير ردًا على هذا النقد:

"تخيل بأنك في ملعب كرة به عدد كبير جدًا من المشجعين، وطلبت من أحد المشجعين أن يقذف العملة ١٠ ‏مرات متتالية ويحصل على (وجه)، هذا احتمال ضعيف، ولو حصل عليه، فهو صدفة، و‏العلوم لا تتعامل مع الصدفة.

ولكن بأسلوب الانتخاب الطبيعي...

تخيل بأنك سألت المشجعين أن يرموا العملة. نصف المشجعين سوف يحصل على وجه، وطلبت من الباقي ‏أن يغادر الملعب...

وكررت هذا ١٠ مرات.. من المؤكد حصولك على وجه ١٠ مرات متتالية...

هذا هو الانتخاب الطبيعي، فرق كبير بينه وبين ما يقدمون –يعني أصحاب نظرية التصميم- لأتباعهم من أجل تسلقهم علي الخرافات والأساطير ‏من أجل سرقة أتباعهم".

والسؤال هنا يا فائقي الذكاء: هذا الشخص الذي بقي في الملعب حتى النهاية ألم يحصل على وجه 10 مرات ‏متتالية؟!

يقذف باقي المشجعين العملة أو لا يقذفوها، يخرج من لا يحصل على صورة أو لا يخرج، في كل الأحوال هناك ‏شخص ألقى العملة 10 مرات وحصل على الوجه 10 مرات متتالية. إن وجود الآخرين يجعل الاحتمالية أكبر، ولكنه لن يلغي المصادفة.‏

وللعلم فهذه الأطروحة كانت أساس افتراض نظرية "الأكوان المتعددة" التي نشأ من بينها كوننا مثاليًا للحياة بالصدفة!

وهناك أيضًا فرضية الجاسوس، التي قدمها كلٌ من هربرت ويلف Herbert S. Wilf ووارين أوينز Warren J. Ewens في ورقة نشراها عام 2010، بعنوان “There’s plenty of time for evolution” . جاء فيها: "غالبًا ما تستند الاعتراضات على التطور الدارويني إلى الوقت اللازم لتنفيذ الطفرات اللازمة. على ما يبدو، هناك حاجة إلى أعداد هائلة من الطفرات. لقد أظهرنا أن مثل هذه التقديرات تتجاهل تأثيرات الانتخاب الطبيعي".

والمقصود أن الانتخاب الطبيعي يقوم بدور الجاسوس الذي يكشف كل بروتين تطفر أثناء تطور النوع، وأن التطور عملية متدرجة يشرف عليها الانتخاب الطبيعي، وعليه فكي تتم لا يلزم وجود عدد هائل من الكائنات أو الاحتمالات. وهذه مغالطة كعادتهم، لأننا نبحث في احتمالية تخليق البروتين الوظيفي الأول، وليس في تطفر بروتين موجود، أو اختياره، وبحسب النظرية فالانتخاب الطبيعي "الجاسوس" الذي يكتشف البروتين الوظيفي الجديد يتخير الكائن بعد تخليق البروتين!

https://www.pnas.org/doi/10.1073/pnas.1016207107

وهناك أيضًا فرضيتهم الشهيرة والأهم عن الألفة الكيميائية.

الأُلفة الكيميائية

الأُلفة الكيميائية أو القابلية الكيميائية chemical affinity هي خاصية تنبع من التوزيع الالكتروني للمواد المختلفة للانتظام معًا ذاتيًا، وتكوين مركبات كيميائية أعقد.

لكن ما صلة الألفة الكيميائية بالتطور؟ ولماذا يُحاجج بها التطوريون؟

كان أوبارين عندما وضع فرضية الحساء قبل الحيوي Prebiotic Soup قد اقترح وجود ميل داخلي في المادة نحو التنظيم الذاتي.

ومنذ سنوات طوال والتطوريون يدّعون أن اجتماع المواد على نحو خاص هو الذي ينتج النظام المعقد عن طريق الأُلفة الكيميائية! وأن التطور ليس بحاجة إلى زمن أطول من عمر الأرض يجعله غير محتمل وفقًا لنظرية الاحتمالات!

فوفقًا للتطوريين يحدث التنظيم الذاتي للأحماض الأمينية وتكوين البروتينات بناءً على الأُلفة الكيميائية.‏

وكانت من أهم المحاولات التي سعت لتفسير نشأة الحياة الأولى عن طريق سلسلة من الخطوات التدريجية التطورية هي محاولة كينيون وشتاينمان.

افترض كينيون وشتاينمان أنه عن طريق سلسلة من التحولات الكيميائية يمكن أن تنتج بِنى كيميائية معقدة (بوليمرات) من بِنى بسيطة (مونمرات)، بطريقة أشبه بتجاذب القوى الكهربائية الساكنة بين أيونات الصوديوم Na+ والكلور Cl- التي تجمعها بنظام فائق الترتيب في بلورة ملح الطعام، وعليه فقد رتّبت الأحماض الأمينية نفسها في الحساء قبل الحيوي الذي يفترضه التطوريون في بدء الخلق، وجاء هذا الترتيب تبعًا لأُلفتها الكيميائية تجاه بعضها لتشكل البروتينات.

وقد أثبتت تجاربهما أنه توجد أُلفة كيميائية بين الأحماض الأمينية، تجعل أحماضًا أمينية معينة ترتبط بسهولة أكثر مع أحماض أمينية أخرى دون غيرها، أي أن الاختلافات في الأُلفة فرضت قيودًا غير عشوائية على تسلسل الأحماض الأمينية، وهو ما جعل تكون تسلسلات معينة أكثر احتمالية من غيرها، ولكنها ليست مستحيلة.

ومن ثم افترضا أن خصائص الأحماض الأمينية ساعدت في ترتيب السلاسل التي أنتجت البروتينات الوظيفية.

وكما يتضح فإن نموذجهما يفتقد نقطتين رئيسيتين متطلبتين

·      لم يحاولا تقديم إثبات تجريبي لتفسير تكون الأحماض الأمينية في الحساء قبل الحيوي الذي يفترضه التطوريون في بدء الخلق. هذا الحساء قبل الحيوي المهول الحجم، والذي يتحدث عنه التطوريون أيضًا مثلما يتحدثون عن الزمن بلا تصور سقف يحده.

ويمكن القول إن نموذجهما يقدم تفسيرًا لترتّب الأحماض الأمينية لتكوين البروتين، وفقط يفترض أن تلك الأحماض نشأت من غازات جوية بسيطة إضافة للطاقة.

·      الأُلفة الكيميائية -ووفقًا لكينيون- يقف دورها عند تقابل القواعد النيتروجينية الأربع (A-T), (C-G)، ولكنها لا تتدخل في تتابع القواعد في سلسلة DNA، وهذا التتابع هو المسئول عن تشفير المعلومات. وهما لم يحاولا استخدام هذا النموذج لشرح تكون معلومات الشفرة الوراثية في الأحماض النووية DNA و RNA، ولا كيفية ظهور هذين الحمضين النووين لأول مرة؛ لأنهما اعتمدا تصور (البروتين أولًا)، أي أن المعلومات الحيوية وفقًا لهما نشأت أولًا في البروتينات.

الشكوك حول التنظيم الذاتي بدأت من صاحب النموذج

العجيب أنه عندما نمت شعبية هذا النموذج، بدأت الشكوك في صحته تثور في رأس أحد واضعيه، وهو دين كينيون؛ لسببين:

·      هذا النموذج لا يستطيع تفسير المعلومات في DNA بتاتًا، فلا التنظيم الذاتي للقواعد النيتروجينية متصور بالطريقة ذاتها التي تم افتراضها لتكون البروتينات، ولا تسلسلات الأحماض الأمينية في البروتينات المفترض تكونها يمكن أن تُقدم قالبًا لتكوين تسلسل جزئيات DNA.

·      بدأ كينيون يتشكك في افتراضه الأساسي بأن المعلومات نشأت أولًا في البروتين، وصرّح بأن: "إخراج المعلومات من البروتينات وإدخالها في DNA يستعصي على التصور".

دراسات جديدة شكلت تحديًا تجريبيًا للنموذج

بعد تشكك كينيون، والذي صرّح به في أوائل الثمانينات من القرن العشرين، جاءت الضربة القاضية في أواخر الثمانينات التي حطمت القيمة التفسيرية لنموذج كينيون وشتاينمان للتنظيم الذاتي للأحماض الأمينية وتكوين البروتينات بناءً على الأُلفة الكيميائية.

يذكر د/ستيفن ماير في كتابه "توقيع في الخلية":

"في أواخر الثمانينات من القرن العشرين تحدّت نتائج تجريبية جديدة فكرة أن أُلفات ارتباط الأحماض الأمينية قد أنتجت المعلومات الحيوية في البروتينات، فقد أظهرت دراسات جديدة عدم وجود علاقة تربط بين الأُلفات المختلفة هذه وبين أنماط التسلسل الفعلية في الفئات الواسعة من البروتينات المعروفة. بعبارة أخرى، نعم توجد أُلفات ارتباط مختلفة، ولكن لا يبدو أنها تفسر ولا تحدد التسلسلات النوعية للأحماض الأمينية التي تملكها البروتينات الحقيقية الآن".

وعليه فقد عدنا إلى التفسير الأفضل الذي بدأ منذ اكتشاف واطسون وكريك لبنية DNA، وهو أن المعلومات المشفرة في DNA (الجينات) هي التي تولد الأحماض الأمينية التي تكون البروتينات، وأن البروتينات تنتج بواسطة نظام التعبير الجيني.

ومن ثم فقد تهاوت فرضية الألفة الكيميائية التي ساعدت لفترة على تدعيم الاحتمال بأن البروتينات الأولى نشأت مباشرة من أحماض أمينية، هذا إن تغافلنا عن الكيفية التي نشأت بها تلك الأحماض الأمينية من الأساس، لأنه كما سبق وأضحنا في مقال "أصل الحياة" أن فرضية أوبارين فقدت القبول العلمي منذ عقود.

فالتآلف الكيميائي غير صالح لتفسير الاهتداء المفترض للأحماض الأمينية في الحساء قبل الحيوي الخيالي الذي يفترضه التطوريون في بدء الخلق، وغير صالح لتفسير تكون معلومات DNA؛ ومن ثم فأيًا كان اتجاه تدفق المعلومات في بداية الخلق، أي سواء كان خلق البروتينات هو البداية أم خلق المعلومات الوراثية في DNA فلا يمكن تفسير نشأة أيهما بالتنظيم الذاتي عن طريق الأُلفة الكيميائية.

من ثم فالتطور الكيميائي لا زال مطعونًا فيه بقوة، ولا زالت حجية الاحتمالات تقصم ظهر التطور، ولا يوجد نموذج يبرر اختزال الزمن.

لكن هل توقف التطوريون بعد تراجع أحد واضعي النموذج، وظهور دراسات تدحضه؟

بدأت مرحلة جديدة من محاولات التطوريين إثبات عدم احتياج التطور إلى زمن طويل وفقًا لنظرية الاحتمالات، وكان عملهم في تلك المرحلة على الجينات، وكان المفترض أن ينصب العمل على الكيفية التي تتتابع بها القواعد النيتروجينية في DNA، أي كيفية تكوين جين وظيفي ينتج البروتين. ولكن لصعوبة وضع نموذج لكيفية بناء DNA في بداية الخلق، فقد تجاوز التطوريون هذه الخطوة كعادتهم في تجاوز الخطوات الهامة وتركها دون محاولة تفسيرها.

وكان اكتشاف نوع من الجينات تُعرف بالجينات المنظمة، يتشابه بعضها ويتكرر في جينوم كثير من الأنواع الحية مؤذنًا ببدء تجارب استبدال هذه الجينات بين الأنواع الحية.

جينات هوكس ‏Hox Genes

جينات هوكس ‏Hox genesهي مجموعة فرعية من الجينات المتماثلة ‏Homeotic genes‏ ‏أو الجينات الناحتة، وهي مجموعة من الجينات التي تتحكم في توجيه خطة تكوين جسم الجنين على طول ‏المحور الأمامي/الخلفي (الرأس/الذيل).‏ على سبيل المثال فقد وجدوا في ذبابة الفاكهة أن جينات هوكس الثمانية الموجودة بها تترتب ‏بترتيب أجزاء جسم الحشرة نفسها التي تتحكم في خطة تكونها من الرأس وحتى البطن.‏

وبعد تشكل القطاعات الجنينية فإن بروتينات هوكس تتولى توزيع هذه الأجزاء لتكوين أعضاء الجسم، فتحدد نوع التركيب الذي سيتم تشكيله في كل جزء في الجسم ‏. على سبيل المثال: الأرجل وقرون الاستشعار والأجنحة في الذبابة، والأنواع ‏المختلفة من الفقرات في الإنسان.‏

من ثم يمكن القول إن بروتينات هوكس تمنح كل جزء في الجسم هويته، لكنها فعليًا لا تكون ‏تلك الأجزاء.

وهذه الجينات تنشط فقط في المرحلة الجنينية، وتنتهي من أداء وظيفتها بتكون الجنين في رحم ‏الأم.‏

وفي تجارب استبدال الجينات، قد يستبدلون مثلًا جين هوكس في ذبابة بمثيله في فأرة، ويستدلون بقدرته على التموضع بشكل سليم في جينوم النوع الآخر على قدرة الطفرات العشوائية على العمل، ولا أعلم أين العشوائية في استبدال الجينات ليقيسوا عليها الطفرة! كما يستدلون بذلك على عدم حاجة الطفرة إلى زمن.

وهناك تجارب تستهدف استبدال (تهجين) جينات وظيفية مثل تجربة أجراها باحثون يابانيون عام 2011، نزعوا فيها الجين المسئول عن إصدار الطيور الأصوات المغردة وزرعوه في جينوم جنين فأرة، فنتجت فأرة مغردة.

ولنا شرح مطول عن جينات هوكس وفساد استدلال التطوريين بها كدليل على التطور في مقال منفصل.

استبدال الجينات وعلاقته بالتنظيم الذاتي

يعرف العلماء المتخصصون في استبدال الجينات بين الأنواع الحية أنهم عندما يزرعون جينًا بشكل عشوائي في جينوم أحد الأنواع فإنه سيرتب نفسه ويتموضع بشكل صحيح.

وأنقل هذه الكلمة لـ "ماريو كابتشي" وهو من العلماء الرواد في تقنيات استبدال الجينات بين ‏جينومات الكائنات الحية، يعبر فيها عن التنظيم الفائق في ترتيب مناطق ‏DNA، يقول:‏ ‏"لدى متابعة مصير جزيئات DNA في الخلية، أثارت ظاهرة مذهلة انتباهي. فعلى الرغم من أن ‏هذه الجزيئات غرزت نفسها عشوائيًا في إحدى كروموسومات الخلية المتلقية، فإن أكثر من ‏جزيء واحد انغرز في الموضع نفسه، ويكون للجزيئات المنغرزة كافةً التوجيه (الاهتداء) ‏orientation‏ نفسه. وكما أن للكلمات في أي لغة من اللغات اتجاهًا معينًا في قراءتها (نقرأ ‏الكلمات في الإنجليزية من اليسار إلى اليمين) كذلك الأمر فيما يتعلق بجزيئات الدنا أيضًا. ‏وعلى ما يبدو فإن آلية معينة داخل نواة الخلية ربطت جزيئات الدنا جميعها تقريبًا في توجيه ‏واحد وذلك قبل أن يتم الغرز العشوائي.

ثم غدا بوسعنا أن نبرهن أن الخلايا تستعمل آلية تعرف بالتأشيب المماثل (النظير) ‏homologous recombination‏ لإنجاز ذلك الارتباط. ويحدث التأشيب المماثل فقط ‏لجزيئات من الدنا DNA لها تسلسل النيكليوتيدات نفسه. وتصطف الجزيئات كافة الواحد منها تلو ‏الآخر، ثم يتم قطع نهاية الجزيء الأول وبداية الجزيء التالي، ويوصل أحدهما بالآخر عند ‏النهايتين المقطوعتين. وينجز الوصل بدقة فائقة بحيث لا يطرأ أي تغير على تسلسل ‏النيكليوتيدات عند نقاط الارتباط".‏

http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=206

ومرة أخرى أُذكر بأن الأُلفة الكيميائية في تهجين الأحماض النووية الريبوزية يقف دورها عند تقابل القواعد النيتروجينية الأربع، ولا يوجد أي نموذج علمي سليم استطاع أن يشرح تكون ‏معلومات الشفرة الوراثية في الأحماض النووية ‏DNA‏ و ‏RNA، ولا كيفية ظهور هذين ‏الحمضين عند بدء الخلق.

وأعجب ما في الأمر هو قدرة التطوريين على الاستدلال بالتنظيم على العشوائية! فصار تموضع الجينات بدقة والتنظيم العالي في الحمض النووي يُستدل به على إمكانية عمل طفرات عشوائية لإنتاج نُظم معقدة.

خاتمة

باختصار فإن ما يحتج به التطوريون أن المادة تجمع نفسها بشكل سليم ومنظم بسبب خواصها، وليست الطبيعة بحاجة إلى زمن كبير لتكوين المركبات المعقدة والأنواع الحية، ومن ثم فالاحتمالات ساقطة كحجة على صحة التصميم الذكي.

ولا ينبغي أن تمر علينا تحايلات التطوريين لنقض حجية الاحتمالات على حدوث التصميم الذكي ‏مرور الكرام، فهي أشد خطرًا من فكرة التطور الموجه؛ فإذا كان التطور الموجه ينخر في تصور ‏الإله لدى المؤمنين، فنقض حجية الاحتمالات طعن علمي في التصميم، وكما أن من تقبّل ‏التطور الموجه من بيننا كمسلمين أخطأوا بالتنزّل للتطوريين وساهموا في نشر الإلحاد وهم ‏يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، فقبول عدم حجية الاحتمالات خطأ لا يقل عنه، وهو خطأ علمي ‏قبل أن يكون دينيًا.‏

واحتجاج التطوريين قائم على شقين كلاهما مطعون فيه:

أ- ما يدعيه التطوريون من ثغرة منطقية في حجة الاحتمالات، بمعنى أنه ما أدرانا أن ‏الاحتمال الصحيح لا يأتي متقدمًا، ولماذا نفترض أن الاحتمال الصحيح يأتي متأخرًا بما يخرجه من نطاق الممكن؛ كونه أقل بكثير من الحد الكوني، هو كلام لا يمت لعلم الرياضيات بصلة. والرياضيات ‏هي أكثر العلوم جفافًا، وهناك دائمًا حد فاصل لا يمكن التحايل عليه بأي ادعاءات من هذا ‏القبيل.

وأذكر أنه أثناء إعدادي رسالة الماجستير ظهرت في النتائج بعض الفروق التي اقتربت ‏من الدلالة الإحصائية، وكان أستاذي أ.د/ رجاء أبو علام وهو من أكبر أستاذة مناهج البحث العلمي ‏والإحصاء في الوطن العربي يؤكد عليّ أنه لا شيء في الرياضيات اسمه اقترب أو ابتعد. ‏هناك رقم محدد يتم التعامل رياضيًا معه. بمعنى أنه رياضيًا يصح أن أقول (دال عند كذا، أو ‏غير دال)، ولكن لا يصح مطلقًا أن أقول اقترب أو ابتعد أو يكاد، ولا شيء في الاحتمالات يسمى احتمال متقدم واحتمال متأخر.

ب-ادعاء التطوريين القائم على الأُلفة الكيميائية بين الأحماض الأمينية لتفسير تكون البروتين، ‏وكما أن هناك أبحاثًا دعمته في بداياته فهناك أبحاث جديدة لا تدعمه. والأهم أن الأُلفة الكيميائية لا يمكن أن تفسر خلق الأحماض الأمينية ابتداءً، فكل ما تتحدث عنه هو ‏ترتّبها.

كما لا يمكن أن تفسر الأُلفة الكيميائية تكون جزيئات البروتين المهولة العدد في أجسام الأنواع الحية، ‏والتي تصل إلى تريليونات في النوع الواحد، والتي لا يمكن أن يكون حساب احتمال تكونها صدفة ‏أصغر من الحد الكوني، ما يجعل الاحتمال رياضيًا= صفر.‏

وجسم الإنسان وفقًا لأحدث التقديرات يضم  حوالي 37.2 تريليون خلية، والخلية الواحدة تشتمل من ‏‏300 إلى 500 جزيء بروتين. أي أن جسم الإنسان به تريليونات من جزيئات البروتين.‏ فماذا لو أخذنا باقي الأنواع الحية والمنقرضة في الاعتبار؟

ويكفي أن أحد صاحبيّ النموذج الأشهر ‏‏(دين كينيون) نفسه قد تبرأ منه، وهو من دعاة التصميم الذكي الآن، وأحد المشاركين في ‏تأليف كتاب "من الباندا والناس". كما أن المجتمع العلمي الآن أكثر تقبلًا لتصور أن الدنا DNA أولًا وليس البروتين أولًا.

وأتساءل عن عبث التطوريين بالعلم لإيجاد مبررات لاستمرار نظريتهم. وربما قريبًا سنجد بعض الجامعات على مستوى العالم تلغي مقرر الاحتمالات من تخصص الرياضيات مشايعة لهم.

فهرس مقالات مدونة نقد التطور- د/منى أبو بكر زيتون

مقالات مدونة نقد التطور مجموعة في كتاب بعنوان "الإلحاد والتطور.. أدلة كثيرة زائفة" يمكن تحميل نسخة pdf عبر الرابط https://p...