هل التطور عِلْم؟
د. منى زيتون
الثلاثاء
21 أبريل 2015
http://www.arabpens.com/2015/04/blog-post_44.html
وعلى المثقف،
الخميس 24 ديسمبر 2020
https://www.almothaqaf.com/a/qadaya2019/952196
يُعرف
العِلْـمُ بأنه منظومة من المعارف
المتناسقة والمفاهيم المترابطة التي تدور حول موضوع معين أو ظاهرة محددة، يُعتمد
في تحصيلها على المنهج العلمي -دون سواه-، وينتهي إلى النظريات والقوانين. فهل هذا
الذي ذكرناه ينطبق على نظرية التطور؟
وكما هو معلوم فإن
السؤال الذي يبتدئ بـ "هل؟" تكون إجابته بكلمة واحدة؛ إما نعم أو لا.
لكن كي لا تبدو الإجابة على السؤال المحوري المعنون للمقالة إجابة تعسفية، فلا بد
من طرح بعض الأسئلة الأساسية، والإجابة عن كل منها منفردة.
أولًا: هل تحقق نظرية التطور أهداف العلم
الثلاثة؟
كما هو معروف فإن هناك
ثلاثة أهداف لأي
علم أيًا ما كان –كيمياء، فيزياء، علم نفس،.....الخ-؛ وهي: التفسير والتنبؤ
والضبط.
والنظرية: هي بُنيان ومنظومة
من المفاهيم المترابطة والتعريفات والأفكار التي تقدم نظرة نظامية إلى الظاهرة
موضع الدراسة، لتحديد العلاقات بين المتغيرات، بهدف تفسير الظاهرة والتنبؤ بها
وضبطها.
فالنظرية أكبر من أن
تكون مجرد فرضية؛ لأن الفرضية هي تخمين
ذكي وحسب. وهناك نظريات تقدم نماذجَ تفسيرية منطقية، وبعضها يستدل على صحة
تفسيراته باستخدام أداتي العلم الملاحظة والتجريب، لكنها وحدها لا ترقى للادعاء
بأن ما تعرضه حقيقة علمية، أما عندما يمكن الحصول على تنبؤات دقيقة في ضوء تلك
النماذج وتصدق فعندها تتأكد النظرية ويمكننا القول إننا أمام حقيقة. كما أنه لو
كانت الظاهرة ممكنة الضبط وتم ضبطها باستخدام النموذج فلا مجال لتكذيب أن ما قدمه
النموذج التفسيري حقيقة علمية.
فهل تحقق نظرية التطور أي من هذه الأهداف
الثلاثة؟
أ- الوصف والتفسير
يهدف
العلم إلى وصف الظواهر، وتحديد الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها عن طريق إدراك
العلاقات بين الظاهرة المراد تفسيرها وبين المتغيرات التي تلازمها.
فالمسألة
ليست إعطاء مجرد تفسير للظاهرة أو الحالة، بل لا بد أن يكون تفسيرًا جيدًا
منضبطًا، يجمع جميع المتغيرات ذات الصلة، وقد يلزمه وضع سلسلة من الخطوات الممكنة.
ومع
ذلك يبقى هناك فرق بين التفسير المنطقي المعقول الجيد وبين التفسير الصحيح المثبت الحقيقي،
لأن النظرية تكفيها المعقولية لكن الحقيقة يلزمها أدلة.
ونظرية
التطور –كما هو معلوم- تبحث في أصل نشوء الأنواع الحية المختلفة. وهنا نسجل أن:
1-
نظرية التطور لا تستطيع
أن تفسر سبب الوجود ونشأة الحياة.
لماذا
وجدت الحياة؟ لماذا وُجدت كل هذه الأنواع؟ رغم أنه حدث له احتمالية صغيرة جدًا من
المنظور المادي!
2-نظرية
التطور لا تفسر سبب وجود البيئة المناسبة للحياة على كوكب الأرض، بل ترميها للصدف
المتراكمة.
وبعض الملاحدة وضعوا نظرية تعتمد على فكرة شبيهة
للانتخاب الطبيعي باسم "الأكوان المتعددة". تقوم تلك النظرية على أن
هناك أكوانًا متعددة نشأت بمحض الصدفة، وتوفرت في كوننا وحده الظروف المواتية
للحياة، وبعضهم يدعي احتمالية وجود كون آخر تتوفر فيه ظروف الحياة. فهم يعزون كل
هذا النظام في الكون إلى العشوائية التي ولدت أكوانًا عديدة! ثم الصدفة التي أوجدت
كونًا من بينها تتوفر فيه ظروف الحياة!
3-
نظرية التطور لا تستطيع أن تفسر من أين أتت الخلية الأولى.
ولعل أغلب المتابعين لملف التطور قد استمعوا إلى
التفسير الساذج الذي أعطاه نبي الملاحدة ريتشارد دوكنز ذات مرة في مقابلته مع
الإعلامي الشهير بين ستاين في وثائقي "مطرودون" بأن تلك الخلية الأولى
ربما أحضرها بعض سكان الفضاء، وأنها ربما نشأت بطريقة ما عن طريق الانتخاب
الطبيعي. فهل هذا التفسير ناتج عن إدراك علاقات ومتغيرات مرتبطة بنشأة الحياة أم
هو خرافة ميتافيزيقية لا دليل عليها؟! والأدهى أن أمثال دوكنز يتبجحون بأن الإيمان
بالله هو خرافة ميتافيزيقية متعامين عن كل الأدلة العقلية التي تقطع بوجوده.
بالرغم من ذلك فإنه توجد بعض الفرضيات التطورية
حول أصل الحياة تضع تفسيرًا نظريًا لنشأتها، وقابلة للتخطئة، مثل فرضية أوبارين،
والتي سنعرض لها ونفندها في "الباب الرابع".
4-نظرية
التطور لا تفسر سبب وجود الجمال في كل كائن على حدة، وقطعًا لا تفسر التناسق
والتناغم الجمالي في الكون ككل.
5-نظرية
التطور لا تفسر سبب وجود الأخلاق والضمير.
6-نظرية
التطور لا تفسر سبب وجود الغرائز.
6-
نظرية التطور لا تفسر سبب الموت المفاجيء.
إضافة
إلى عدم قدرتها على تفسير أبرز الأسرار التي تحيط بالبشر وهي:
7-
لماذا يمشون منتصبو القامة على قدمين؟
8-
لماذا يرتدون الثياب؟ ولِم تميزوا عن باقي الحيوانات بالتحكم في غرائزهم؟
9-
لماذا يملكون هذا المخ الكبير القادر على التفكير؟
10-
لماذا يتواصلون تواصلًا لفظيًا عن طريق الكلام؟ لأنه وعلى الرغم من الأهمية التي
أصبحت تعطى لتفسير القنوات غير اللفظية في الاتصال بين البشر، إلا أنه من المؤكد
أن عملية الاتصال لا يمكن أن تتم دون وجود دعم لفظي، وأن هذا من أهم أسباب رقي
البشر وتميزهم عن غيرهم من الكائنات.
11-لماذا
يتواصلون تواصلًا غير لفظي بأشكال تعجز عنها الحيوانات مثل تعبيرات العين وإشارات
اليدين ووضع الجِلسة؟
وغيرها الكثير من الأسئلة، فنظرية التطور لن
تستطيع أن تعطيك سببًا واحدًا متحققًا منه عن طريق الاستنتاج المنطقي والملاحظة
والتجريب لأي شيء لأنها مبنية على الصدفة التي هي عشوائية ومن غير سبب!
ب-التنبؤ
يُعرَف التنبؤ على أنه استخدام المعلومات
المتجمعة في مواقف أخرى غير تلك التي تنشأ عنها أساسًا، أي استخدام معرفة علمية
سابقة لأجل توقع حدوث شيء في زمن ما أو في مكان ما.
ومن ثم فالتنبؤ يتعلق بالاستفادة من المعلومات
المتجمعة من القوانين والمبادئ والنظريات في تصور ما يمكن أن يحدث في مواقف
مستقبلية متعلقة.
والتنبؤ ليس فقط أحد أهداف العلم الرئيسية بل هو
أيضًا وسيلة لاختباره، فصدق التنبؤات المشتقة من النظريات هو ما يثبت صحة النظرية،
ويرفع درجتها لتصير حقيقة علمية. ولهذا نجد التطوري جيري كوين في كتابه
"لماذا التطور حقيقة؟" يعرض ما يستدل به التطوريون من أدلتهم الزائفة
قارنًا إياها بادعاء أن كلًا منها اختبار لتنبؤ من تنبؤات النظرية، ومن الواضح
تمامًا أنه لا يفرق بين التفسير والتنبؤ! ويفهم التنبؤ على نحو خاطئ، فالتنبؤ يتصل
بالمستقبل وبالمجهول؛ أي أن تخبرني في ضوء فرضياتك أن كذا يمكن أن يحدث، فإن حدث
يكون اختبارًا لصحة النظرية، وعندها تصبح حقيقة، أما التفسير فينصب على إعطاء معنى
للظواهر المعلومة غير المجهولة في الماضي والحاضر.
وبعيدًا عن أن كل ما ادعاه التطوريون من تنبؤات
تمت بأثر رجعي بتقديم تفسيرات للظواهر في ضوء النظرية، فما الذي يمكن أن تتنبأ به
نظرية التطور؟ هل يستطيع أحد في ظل نظرية التطور أن يتنبأ بحدوث تباين وانعزال
جيني ونشوء نوع جديد من نوع آخر؟ لقد جربوا أن يقوموا بهذا التنبؤ في تجارب
الانتواع وفشلوا فشلًا ذريعًا.
كما أن التطوريين لا يكفون عن العبث باستخدام
مصطلح التطور الصغروي؛ والمقصود به قدرة الأنواع الحية على التكيف؛ والذي أوجده
الله في كل نوع ابتداءً وليس بطارئ عليه، وذلك للتوهيم بإمكانية حدوث الانتواع،
وللتوهيم بوجود قدرة تنبؤية للنظرية، علمًا بأن دارون ألفَ كتابًا عنوانه
"أصل الأنواع" وليس "تكيف الأنواع".
هل يمكن حتى أن تتنبأ النظرية بنشوء عضو جديد أو
زوال عضو مما يدعيه التطوريون أثريًا بلا وظيفة؟
ربما يقصد التطوريون نبوءات من نوعية تنبؤ دارون
بضرورة وجود فراشة طول خرطومها 30سم لتلقح زهرة المسار إلى حبوب اللقاح بها حوالي
30سم!
أو النجاح التنبؤي المفترض باكتشاف "الأشكال
الانتقالية" في السجل الأحفوري بما يتفق مع شجرة التطور، والذي يقوم على
استدلال دائري كعادتهم؛ فهم يبحثون في الطبقات الجيولوجية التي يفترضون نشوء طوائف
الفقاريات فيها عن حلقات وسيطة بينها، وأيًا كان شكل الحفرية التي يجدوها يعتبروها
هي الحلقة الوسيطة! وبعبارة أبسط فأنا أبحث في شارع (أ) عن طفل أخبرني والده أن
اسمه (س)، وأيًا كان الذي سأجده سأعتبر أنه هو (س) وإن كانت صفاته لا علاقة لها
بصفات (س)، بل وحتى لو كان ما وجدته في الحقيقة طفلة أو ربما قطة!
أو التنبؤ بأن وجود جينات عاطلة في جينوم أي نوع
حي هو ركام تطوري من أسلافه قام الانتخاب الطبيعي بتثبيطها! وكأن الدراسات الحديثة
لم تنفِ وجود أجزاء غير وظيفية في الجينوم! أو وكأنهم لم يسمعوا بعلم فوق الوراثة
وتغير التعبير الجيني من تنشيط إلى تثبيط أو العكس طوال حياة الإنسان وأنه بإمكانه
توريثه إلى أبنائه!
ولعله غريب أن نسمع ادعاءات التطوريين بأن نظرية
التطور التي تحيل كل شيء تفسره على الزمن صارت تقدم تنبؤات! وأتساءل كيف لنظرية
تقوم على التغيرات التي تأتي بها الصدف العشوائية أن يُدعى لها قدرة تنبؤية؟!
ج-الضبط
إن تحديد أسباب أي ظاهرة وإمكانية توقع حدوث أشياء
متعلقة بالظاهرة قد يؤديان إلى التحكم في الظاهرة وضبطها، وكلما ازدادت قدرة
الإنسان على تفسير الظاهرة والتنبؤ بها أمكنه التحكم بها، إلا إن كانت غير قابلة
للضبط كما في حال موضعي الشمس والقمر في ظاهرة الكسوف والخسوف.
وقطعًا فإن نظرية كالتطور لا تفسر ولا تملك قدرة
تنبؤية حقيقية لا يمكن أن تضبط شيئًا.
ثانيًا: هل نظرية التطور قابلة للدحض (للتخطئة)
(للتفنيد)؟
وفقًا لكارل بوبر الذي يعده كثير من الباحثين
والعلماء أكبر فلاسفة العلم في القرن العشرين فإن معيار العلمية لأي نظرية هو
قابليتها للدحض (للتخطئة) falsifiability.
وقف كارل بوبر موقفًا معارضًا لتحديد الاستقراء
كأساس للمنهجية العلمية، ومن ثم رفض الملاحظة كمنطلق للتفكير العلمي، وقال إن
المنهج العلمي في حقيقته يقوم على الاكتشاف وينطلق من وضع الفرضيات.
أي أن المنهج العلمي –وفقًا له- يقوم على فرض
العديد من الفروض ومحاولة تخطئتها للوصول إلى الفرضية التي تقاوم التخطئة في ضوء
المعلومات المتجمعة، فيتبناها الباحث، لكن تلك الفرضية تبقى محل دراسة وتستمر
محاولة تخطئتها ونقضها لأجل بلوغ فرضية أفضل تسهم في تفسير الظاهرة موضع الدراسة.
وهناك
إشكالية في اعتبار نظرية التطور نظرية علمية لعدم قابلية كثير من فرضياتها للتكذيب والتخطئة (الدحض)؛ ما ينفي
عنها صفة العلمية من الأساس،
لأنه
يجب تنقية أي نظرية من فرضيات غير قابلة
للتخطئة كي
تكون النظرية ككل قابلة للتخطئة، ومن
ثم
تكون علمية. فالنظرية لا تكون علمية إلا لأنها قابلة للتخطئة، لكن لم تتم تخطئتها
بعد، فهل ينطبق هذا على التطور؟!
ويدعي التطوريون أن فروض نظرية التطور مبنية بحيث
تكون قابلة للدحض! ولو أخذنا آليات حدوث التطور كمثال، فنظرية التطور تحتمل الكثير
في آلية حدوثها، وهو ما يتنافى مع أي نظرية علمية لأن التحديد أساس العلم، ولا يوجد
علم يكون قابلًا لأي شيء وكل شيء، فالتطور عبثي عشوائي آليته غير واضحة، فكيف يتم
اختبار فرضياته؟! ثم كيف تتم تخطئتها؟!
وبشكل
أكثر تفصيلًا:
-النظرية
في صيغتها القديمة كانت لها فرضيات –وكان هناك تشكيك بالفعل في قابليتها للتخطئة-
أهمها فرضية "تطور الأنواع يتم بآلية الانتخاب الطبيعي". ولو يعرف أحد
كيفية لاختبار هذه الفرضية كي ننظر في إمكانية تخطئتها أو لا، أرجو أن يخبرنا.
-ثم
تغيرت وتعدلت النظرية تمامًا فاستحدثت لها آلية الطفرة لتفادي الضربة القاسمة التي
وجهها لها علم الوراثة، وتم تعديل فرضياتها الموجهة لتصير غير موجهة بمعنى أن أي
شيء ممكن ومحتمل لأنه وفقًا للتطوريين فالتطور لا يسير على وتيرة واحدة؛
فالتطوريون يفترضون أن التطور قد يكون دراماتيكيًا أو تدريجيًا، قد يكون للأمام أو
للخلف، ورغم أن التطور يسير في اتجاه زيادة التعقيد بوجه عام، إلا أنه في أحايين
قليلة نجد افتراضات عكسية بأن التطور قد يسير نحو انخفاض التعقيد، فالنوع البدائي غالبًا
يكون هو البسيط مقارنة بالنوع الذي ترقى عنه وقد يكون هو المعقد، و و...
فإن تغاضينا عن عدم إمكانية اختبار تلك الفرضيات
من الأساس، فالأدهى أنها غير قابلة للتخطئة إن وجد سبيل لاختبارها. ولمزيد من
التوضيح لنقرأ الفرضيات التالية:
1-يحدث
التطور بشكل تدريجي/بسرعة منتظمة. (هذه فرضية تمت صياغتها بحيث تكون قابلة
للتخطئة، وبالاختبار سنرى إن كانت صحيحة أم خاطئة).
2-يحدث
التطور بشكل دراماتيكي/قفزات/غير منتظم. (هذه أيضًا فرضية تمت صياغتها بحيث تكون
قابلة للتخطئة، فبالاختبار سنرى إن كانت صحيحة أم خاطئة).
3-يحدث
التطور بشكل تدريجي أو دراماتيكي (هذه ليست فرضية قابلة للتخطئة لأن اختبار صحة
الفرضية في كل حالة سيؤدي إما إلى أن التطور –على قولهم- قد حدث تدريجيًا وبهذا
تكون صحيحة، وإما أن التطور حدث دراماتيكيًا وأيضًا ستكون الفرضية صحيحة!).
وهذه الطريقة الأخيرة غير الموجهة هي التي تتم
بها صياغة فروض نظرية التطور عادة. إن قابلية فرضيات أي نظرية للتخطئة يتنافى مع
وضع الآلية ونقيضها في الفرضية نفسها لأن هذا يجعل التخطئة مستحيلة.
وسأعطي مثالًا آخر للتبسيط: التطوريون يفترضون أن
أنواع الكائنات الحية نشأت في الماء ثم نشأت حيوانات اليابسة، ثم قرر حيوان أرضي
أن يعود إلى الماء وفقد أطرافه الخلفية وحدثت له تغيرات أخرى أحصاها ديفيد برلنسكي
بخمسين ألف تغير! وعندما تتساءل عن تماشي هذا الهرف مع فرضية النظرية الأساسية بأن
الحياة نشأت في الماء ثم تطورت منها الكائنات البرية، تكون إجابة التطوريين بأن
الحوت تطور تطورًا تراجعيًا للخلف! ومن ثم فإن أغلب فرضياتهم لديهم تبرير لها في
كل الاتجاهات، فكيف تتم تخطئتها؟!
والعجيب أن يتبجح التطوريون بأن ناقدي النظرية
يسيئون الفهم! والحقيقة أننا نفهم ما تقولون، لكن المشكلة أنكم من لا تفهمون أن ما
تقولونه لا يسوغ إلا على من لا يعرفون أسس الابستمولوجي والميثودولوجي والمنطق،
إضافة إلى علوم الأحياء والجيولوجيا.
وقد علمنا أساتذتنا أن من يفهم شيئًا يستطيع
تطبيقه، ومن لا يفهم يكرر الكلام كالببغاء؛ فلا هو يفهمه ولا يعرف كيف يطبقه؛ لذا
فكثيرًا ما نقرأ لملاحدة وتطوريين عرب نقلًا لكلام عن كارل بوبر بأنه لم ينتقد
التطور بأنه غير قابل للتخطئة، بل فقط شكَك في إمكانية اختبار آلية الانتخاب
الطبيعي! وهذا أكبر دليل أنهم لم يفهموا حرفًا مما عناه كارل بوبر عن معنى قابلية
النظرية للتخطئة، ولا أمكنهم تطبيقه على فروض النظرية بشكلها القديم أو الحديث.
وكما سنقرأ في مقال "شجرة التطور" فقد
أدى اختبار صحة شجرة التطور التي زعموها بتحليل DNA
للأنواع المختلفة إلى تخطئة فرض أساسي من فروض نظرية التطور، وتهاوى السلف المشترك
–بالفعل وليس بالظن-، والشجرة الآن على وشك الانهيار، ويفكرون في طرق لإعادة
بنائها وتركيبها من جديد، ولا يجدون سبيلًا.
لكن في المقابل فهناك بعض الفرضيات في نظرية التطور قابلة للتخطئة والتفنيد، من أهمها فرضياتهم عن
أصل الحياة على الأرض. وأهم الفرضيات التي وضعها التطوريون لتفسير نشأة الحياة بالتولد الذاتي هي الفرضية
التي وضعها عالم الكيمياء الحيوية الروسي ألكسندر أوبارين Oparin قبل نحو
قرن من الزمان، فهي فرضية علمية تضع سيناريو واضحًا محكمًا لأصل الحياة من منظور مادي،
وقابلة للتكذيب، وليست كبقية حكايات الأطفال التي يقصها التطوريون. وقد تم دحضها
بالفعل!
لكن بالرغم من
عدم قابلية أغلب فرضيات النظرية للدحض فإن هذا لا يعني أن النظرية غير قابلة
للإبطال، لأن الأدلة التي يقدمونها للاحتجاج بصحة النظرية كلها مطعون فيها.
ثالثًا: هل لنظرية التطور قيمة علمية؟ وهل توجد
علاقة للتطور بالعلوم المختلفة؟
من أهم خصائص العلم التكاملية بين فروعه. وكثيرًا
ما يسرف التطوريون في إضفاء قيمة علمية على النظرية واعتبار التطور مركزًا لفهم الحياة والعلوم كافة، مشيرين
لأهميتها المتعاظمة في فهم العلوم الأخرى والتأثير عليها، رغم ما قرأته مرارًا
لعلماء جيولوجيين من أن النظرية -التي تعتبر سجل الأحافير أحد أدلتها الرئيسية- غير
فعالة إطلاقًا في تحديد موقع النفط أو الرواسب الأخرى المفيدة اقتصاديًا.
ولعله من الواجب الإشارة لأهم الأمثلة للعلوم
التي يتكرر ذكرهم لها لنرد عليها.
o
علاقة علم
النفس التطوري Evolutionary psychology
بنظرية التطور
هناك
فرع شهير وقديم لعلم النفس يُعرف باسم علم النفس الارتقائي، والذي يُسمى أيضًا علم
نفس النمو Developmental
psychology، وهو العلم الذي يختص بدراسة سلوك الإنسان من لحظة الإخصاب وحتى
الوفاة، وعلاقته بنظرية التطور (نظرية النشوء والارتقاء) هي تشابه مسميات لا أكثر.
ولكن
كانت هناك محاولات من التطوريين في السنوات الأخيرة لخلق علاقة تعسفية بين علم
النفس ونظرية التطور باختلاق فرع جديد من علم النفس يُسمى بعلم النفس التطوري Evolutionary psychology .
وعلم النفس كما هو معلوم ومتفق عليه هو علم دراسة السلوك وليس علم دراسة العقل،
والسلوك لا يلتصق بالحفريات هو الآخر حتى يزعم التطوريون أن هناك ما يمكن أن يفيده
تفسير السلوك من نظريتهم!
يدعي
التطوريون أن علم النفس التطوري ينكب على دراسة العقل البشري وآليات عمله، ويهتم
بالمنظور الأكثر اتساعًا من مجرد دراسة السلوك البشري بالإجابة على أسئلة أساسية
من قِبل: لماذا يعمل العقل بالطريقة التي يعمل بها؟ وما هي الوظائف التي يقوم بها
العقل بناءً على آلية عمله؟ وكيف يتفاعل عمل هذه الآلية مع مدخلات البيئة ووفق
سياقات وشروط ومثيرات كي تنتج السلوك البشري الملاحظ؟!
والخلاصة
أن هذه محاولة من محاولات التطوريين الحثيثة للعب بالكلمات، فالمذكور أعلاه شيء من
الربط بين ما يلائمهم من العلوم الطبيعية -مما يتفق مع ما تقوله نظرية التطور- مع
العلوم الإنسانية، علمًا بأن هناك فرع قديم لعلم النفس هو علم النفس الفسيولوجي يدرس
الأساس العصبي للسلوك والتفسير الفسيولوجي للسلوك الإنساني، وليست هناك أي حاجة
ولا فائدة مرجوة من هذا العبث التطوري في تفسير سلوك الإنسان.
ولكن
القصد الحقيقي من الاختلاق لعلم النفس التطوري –وأيضًا لعلم الأخلاق التطوري- هو
محاولة تفسير بعض المفاهيم كالأخلاق والإيثار والتعاون والتضحية بالنفس والسلوكيات
المرتبطة بها لدى الإنسان من منظور تطوري، نظرًا للنقد الذي تم توجيهه لنظرية
التطور لعدم قدرتها على تفسيرها.
o
علاقة العلوم
الاجتماعية بنظرية التطور
معروف
تمامًا كيف أثرت نظرية التطور في علم الاجتماع والسكان وفلسفة الأخلاق والفلسفة السياسية
من خلال مبادئها عن الصراع من أجل البقاء والبقاء للأصلح، وكيف قُتل وعُقَم
ملايين البشر وأُبيدت أجناس وحدثت حروب عالمية بسبب النظرية البهيمية.
o
علاقة
العلوم البيولوجية بنظرية التطور
أفادت
نظرية التطور من علم التصنيف وعلم التشريح وعلم الأنسجة والفسيولوجي وعلم الوراثة
وغيرها من العلوم البيولوجية خلال سعي التطوريين لإثبات صحة نظريتهم، لكن ما الذي
عساه تستفيده تلك العلوم من التطور؟!
على
سبيل المثال فإن كارل لينيه عندما وضع نظام التصنيف الهرمي للأنواع الحية بناءً
على التشابه في الصفات البنيوية والتشريحية لم يفترض أن سبب هذه التشابهات هو سلف
مشترك يجمع كل مجموعة، ولا افترض سلفًا عامًا لجميع الأنواع، ولكن التطوريين اليوم
يتحدثون عن علم التصنيف كما لو كان علم دراسة العلاقات التطورية بين الأنواع!
وكأنه لا يمكن فهمه ومعرفة العلاقات بين الأنواع إلا في ضوء الإيمان بالتطور ووجود
سلف مشترك! ويسمون ذلك التصنيف التفرعي cladistics ويُبنى على الصفات المشتركة.
والعلاقات
التعسفية المفترضة لا تعدو غالبًا استخدامًا متكررًا للحُجج الدائرية؛ وهي نوع من
المغالطات المنطقية تقوم على استخدام الاستنتاج المراد الوصول إليه كأحد المعطيات؛
وبالنسبة للتطوريين فإن تطور أنسجة الثدييات من أنسجة الزواحف نتيجة ومقدمة في آنٍ
واحد!
o
علاقة
العلوم الطبية والصيدلانية بنظرية التطور
وصل
التطوريون حد ادعاء تأثر العلوم الطبية والصيدلانية بالنظرية، فترى ما هي هذه
الإنجازات المهولة والتأثيرات العظيمة لنظرية التطور في الطب وصناعة الدواء؟
هناك
ما يُسمى بتعدد أشكال النيوكليوتيدة المفردة أو تعدد الأشكال
أحادي النيوكليوتيد(Single-nucleotide polymorphism)
والمعروف اختصارًا باسم (SNP)، ويوجد بشكل طبيعي
كتباين جيني عام في موضع نيوكليوتيد واحد في تسلسل الحمض النووي بين الأفراد؛ كفروق
متفرقة في نيوكليوتيدات جينوم أفراد النوع الواحد.
بمعنى أن يختلف نيوكليوتيد واحد في تسلسل
قطعة جينية، على سبيل المثال: تكون قاعدة أدينين
A في هذا الموضع لدى أغلب
الأفراد بينما يكون غوانين G في نسبة نحو
1% من البشر.
وتوجد
ملايين من هذه (SNPs) في جينوم
أفراد
البشر، لكنها لا تخرج أي فرد منهم عن نسبة 0.5% فرق في الجينوم، وهي نسبة التباين
المتعارف عليها في النوع الواحد.
وتعريف
SNP على موقع مجلة Nature: "تعدد أشكال النيوكليوتيدات الفردي، أو SNP (يُنطق
"snip")،
هو تباين في موضع واحد في تسلسل الحمض النووي بين الأفراد. تذكر أن تسلسل الحمض النووي
يتكون من سلسلة من أربع قواعد للنيوكليوتيدات: A و C و G و T. إذا كان أكثر من 1٪ من السكان لا يحملون النيوكليوتيد
نفسه في موضع معين في تسلسل الحمض النووي، فإن هذا الاختلاف يمكن تصنيفه على أنه SNP. إذا
حدث SNP داخل جين ما، فسيتم وصف الجين بأنه يحتوي على أكثر من أليل واحد. في هذه
الحالات، قد تؤدي SNPs إلى اختلافات في تسلسل الأحماض الأمينية. ومع ذلك،
لا ترتبط SNPs بالجينات فقط ؛ يمكن أن تحدث أيضًا في مناطق الحمض النووي غير المشفرة.
على
الرغم من أن نيوكليوتيدات SNP معينة قد لا تسبب اضطرابًا، إلا أن بعض نيوكليوتيد
(SNPs) ترتبط
ببعض الأمراض. تسمح هذه الارتباطات للعلماء بالبحث عن تعدد الأشكال من أجل تقييم الاستعداد
الوراثي للفرد للإصابة بمرض ما. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان من المعروف أن بعض تعدد
أشكال النيوكليوتيدات مرتبطة بسمة ما، فيمكن للعلماء فحص امتدادات الحمض النووي بالقرب
من تعدد الأشكال في محاولة لتحديد الجين أو الجينات المسئولة عن هذه السمة".
“A single nucleotide polymorphism, or SNP (pronounced
"snip"), is a variation at a single position in a DNA sequence among
individuals. Recall that the DNA sequence is formed from a chain of four
nucleotide bases: A, C, G, and T. If more than 1% of a population does not
carry the same nucleotide at a specific position in the DNA sequence, then this
variation can be classified as a SNP. If a SNP occurs within a gene, then the
gene is described as having more than one allele. In these cases, SNPs may lead
to variations in the amino acid sequence. SNPs, however, are not just
associated with genes; they can also occur in noncoding regions of DNA.
Although a particular SNP may not cause a
disorder, some SNPs are associated with certain diseases. These associations
allow scientists to look for SNPs in order to evaluate an individual's genetic
predisposition to develop a disease. In addition, if certain SNPs are known to
be associated with a trait, then scientists may examine stretches of DNA near
these SNPs in an attempt to identify the gene or genes responsible for the
trait.”
http://www.nature.com/scitable/definition/single-nucleotide-polymorphism-snp-295
وبحسب نتائج مشروع الألف جينوم The 1000 Genomes Project المنشورة
عام 2015 على مجلة Nature بعنوان“A global reference
for human genetic variation”، والذي شرع في تقديم وصف شامل للتنوع الجيني
البشري الشائع من خلال تطبيق تسلسل الجينوم الكامل على مجموعة متنوعة من الأفراد من
تجمعات بشرية متعددة، فقد ميزوا مجموعة واسعة من التنوعات الجينية، في المجموع أكثر
من 88 مليون متغير بين البشر (84.7 مليون تعدد أشكال النيوكليوتيدات المفردة (SNPs)، و 3.6 مليون إدخال/حذف قصير (indels)، و 60.000 متغير هيكلي). “We
characterized a broad spectrum of genetic variation, in total over 88 million
variants (84.7 million single nucleotide polymorphisms (SNPs), 3.6 million
short insertions/deletions (indels), and 60,000 structural variants).”
https://www.nature.com/articles/nature15393
ولأن نظرية التطور تفترض أن الطفرات والتضاعف
الجيني السبب الرئيسي في حدوث تعدد أشكال النيوكليوتيدة المفردة، وهي الآليات
ذاتها المفترضة لإحداث التغير في الجينوم التي ينشأ عنها الأنواع، فهم يفترضون أن
وجودها دليل على حدوث التطور!
وهنا
لا بد من التمييز بين الحقيقة وبين أوهام التطوريين، فتعدد الأشكال الجينية قد
تسهم في الاستعداد الوراثي للمرض أو تكون علامات وراثية، وترتبط كذلك مع بعض الأمراض
المعقدة. ومع ذلك فقليلًا ما تم استخدام الفروق في التنميط الجيني في الاختبارات
الجينية للمرضى. والأهم أن وجودها ليس دليلًا على حدوث التطور إلا بالنسبة
للتطوريين.
وهذه
الفروق في النيوكليوتيدات مرتبطة غالبًا باختلاف الأعراق والسلالات وتجعل دواءً
يؤثر في سلالة دون أخرى، أو يظهر آثارًا جانبية لدى سلالة دون أخرى. مثلًا فإن بعض
أدوية الضغط قد تحدث آثارًا جانبية لدى الأفارقة ولا تحدث مثلها لدى الأوروبيين،
فهل هذه تعد تأثيرات لنظرية التطور على العلوم الصيدلية؟! وهل لوجود السلالات
البشرية علاقة بالانتواع الذي تفترضونه؟! وهل يلزم الطبيب لمعرفة أن هذا أوروبي
وهذا إفريقي ليعطيه الدواء المناسب أن يؤمن بالتطور؟! ثم أليست هذه حجة دائرية
أخرى، ولا دليل على أن الفروق بين السلالات وفي (SNPs) في النوع الإنساني وُجد
نتيجة التطور سوى نظرية التطور ذاتها؟!
وفيما
يخص مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية فلا حاجة للطبيب للإيمان بنظرية التطور كي
يصف مضادًا حيويًا للمريض أو يبدله له إن لم يستجب له، ولا حاجة للمريض أن يؤمن
بالتطور ليتبع تعليمات طبيبه.
وفي
كتاب "أكبر استعراض على ظهر الأرض" أظهر ريتشارد دوكنز البيولوجي
التطوري حنقه وانزعاجه من نشرة قرأها في حجرة الانتظار عند طبيبه تحذر من خطر
الانقطاع عن إنهاء الجرعة المقررة من المضاد الحيوي، لأن البكتريا بارعة فهي تتعلم
أن تتغلب بنجاح على المضادات الحيوية. وسبب حنقه فيما قال إن مؤلفي النشرة يظنون
أنه سيكون من الأسهل فهم ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية عندما يطلقون عليه اسم
التعلم بدلًا من الانتخاب الطبيعي! ويدعي أن التعبير بأن البكتريا تتعلم يؤدي
مباشرة إلى بلبلة ولا يساعد المريض على فهم التعليمات بأن يواصل تعاطي المضاد حتى
ينتهي! ويبدو أن دوكنز يحسب بقية المرضى مثله ممن يرون الانتخاب الطبيعي في
أحلامهم!
بعض من حماقات أنصار نظرية التطور العرب
· محاولة
ربط التطور التعسفية بحقائق علمية ثابتة، مثل حشر دوران الأرض في أي نقاش عن
التطور، وكأن منكر التطور بالضرورة هو جاهل رجعي منكر لحقائق العلم.
· رفع
قيمة دارون بمضاهاته بعلماء أفذاذ كأينشتين، فهل أينشتين جاء بمغالطات وأكاذيب
ليدلل بها على صحة نظريته؟
· تفخيم
وتعظيم التقنيات المستخدمة في دراسة الجينوم والبحث عن الحفريات، وهي بالفعل
تقنيات عملية يستلزم إتقانها تدريب، ولكن لا يصح أن يكون هذا ذريعة لأن نترفع عن
نقد التطوريين عندما يتلاعبون بالنتائج!
وأختم فأقول إن على شباب العرب أن يتعلموا بدلًا
من أن يتحدثوا عن العلم، لأن هذا ما يفعلونه للأسف، فالتطور ليس من حقائق العلم كي
يخشى أنصاف المتعلمين الاتهام بالجهل عند إنكاره، وحتى يلحد بعضهم إلحادًا كليًا
أو جزئيًا بسبب قبولهم الأعمى له.
إن التطور هو مجموعة من الفرضيات أغلبها غير
قابلة للاختبار (بالملاحظة أو التجريب)، وتقوم على مغالطات منطقية. ومن أجمل ما قرأت عن نظرية التطور أنه ينبغي أن يكون لديك الاستعداد للتخيل
الميتافيزيقي لكل ما يدعون، والاعتقاد أنه داخل في سياق العلم المثبت بالبراهين
العلمية الحسية الدامغة.
ومن ثم فالتطور لا يُتخوف منه إلا على المتحذلقين، أما المتعلمين تعليمًا رصينًا ولديهم درجة عالية من التفكير والحس الناقد فيدركون قيمة تلك النظرية الحقيقية، ولا يمكن أن تؤثر سلبًا على عقلهم ولا دينهم.
ومقطع الفيديو المرفق رابطه يوضح إلى أي حد صار التطور إيمانًا أعمى لا يمت للعلم ولا للمنهجية العلمية بصلة.
إن هناك فرقًا كبيرًا بين الاستنتاج المبني
على الاستدلال من الملاحظة والتجربة، وبين الاستنتاج النظري الذي يضع نموذجًا تفسيريًا
متسقًا دون وجود أدلة كافية تدعمه، وبين الاستنتاج النظري الخائب عديم القيمة فلا
هو يستند إلى أدوات العلم (الملاحظة والتجريب)، ولا هو يستند إلى المنطق، والأخير الخائب
ببساطة هو ما ينطبق حرفيًا على نظرية التطور.
إن نظرية التطور ليست علمًا؛ هي ركيزة للفلسفة
المادية التي يُبنى عليها الإلحاد، ومحاولة فاشلة لكتابة التاريخ الحيوي المبني على
الوهم والخيال بسبب انعدام المعلومات.