البشـر والإنسـان
وتأويـلات القرآن الداروينيـة
أ/ إسماعيل كرم
كلمة
الإنسان من صفة النسيان ( العصيان أو اللامبالاة ): [
ولقد عهدنا إلى آدم من قبل "فنسي" ولم نجد له عزما ]. 115 طه
فآدم
لمْ ينسَ نهي الله عن الأكل من الشجرة بدليل: [ و عصى
آدم ربّه فغوى ]. 121 طه
فلو
كان نسي لما وصف الله فعل آدم بالعصيان. لذلك فإنّ النسيان في: [ فنسي ] يعني
العصيان، أو اللامبالاة من نهي الله.
[ قال ربّ لمَ حشرتني أعمى و قد كنتُ بصيرا. قال كذلك أتتك آياتنا
"فنسيتَها" وكذلك اليوم "تُنسى" ]. 125. 126 طه
هذا
الأعمى كذلك لم ينسَ آيات ( براهين ) الله. وإنما كفـر ولمْ يبال بها. وهذا معنى [
فنسيتها ].
فالنسيـان
صفة دونية، ومنها اسم الإنسـان للتعبيـر عنه وصفًا:
[ إنّ الإنسان لظلوم كفّار ]. 34 إبراهيم
[ و كان الإنسان كفورا... و كان الإنسان قتورا ]. 67...
100 الإسراء
[ و كان الإنسان أكثر شيء جدلا ]. 54 الكهف
[... و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ]. 72
الأحزاب
[ إنّ الإنسان لفي خسـر ]. 2 العصر
فالإنسان
كفـور قتـور ظلـوم جهـول في خسـر... إلـخ من الصفات الدونية.
ـــــ
أما
كلمة بشـر فمن البِشـارة: [ وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا
]. 105 الإسراء. والبشارة للجزاء الجميل. عكس النّذر للجزاء الوخيـم:
[ قل سبحان ربّي هل كنت إلا بشرا رسولا ]. 93 الإسراء
[ وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ]. 31
يوسف
[ فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويّا ]. 17
مريم
[ ما كان لبشـر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة... ]. 79
آل عمران
[ وما كان لبشر أن يكلّمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب... ]. 51
الشورى
فتكاد
كلمة [ بشرا ] لا تدلّ إلا على المرسلين، للتعبير عن سموّ هذه الصفة.
ـــــ
هذا
هو الفرق بين كلمتي [ إنسان ] و [ بشر ]. وهو ليس سوى فرقًا في الوصف، لا في الذات
أو الجنس كما يدّعي أنصار التطوّر ليّا للآيات، على أنّ البشر جنس سابق لجنس
متطوّر هو الإنسان..!!
يقول
تعالى: [ قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولا ].
فهل تتحدث الآية عن رسول آخر يسبق خلق آدم مثـلا؟
والفروق
في وصف الذات الواحدة كثيرة في القرآن. إلا أنّ أصحاب "لا ترادف"
المتعصّبين وأنصار التطوّر المتأوّلين... يحجبهم الكِبـر عن رؤية الوضوح. ولكن
أقول لهؤلاء: [ اسمعـوا لهذا القرآن ولا تلغـوا فيه
لعلّكم تغلبـون ].
